ألعاب

فن اكتشاف ثغرات الألعاب: مثال توضيحي على لعبة EVE Online

منذ بداية ألعاب الفيديو، كان استغلال الثغرات جزءًا من تجربة اللعب. لكن الأمر يختلف في الألعاب عبر الإنترنت عندما يؤثر ذلك على اللاعبين الآخرين، حتى وإن أبدع البعض بطرقهم المبتكرة.

لمحة تاريخية: EVE Online هي لعبة MMORPG أُطلقت في عام 2003، وأضافت مع مرور السنوات العديد من الآليات الجديدة. في عام 2004، أضافت شركة CCP Games – مع توسعة Exodus – إمكانية نشر هياكل خاصة باللاعبين في الفضاء تُعرف باسم القواعد النجمية المملوكة للاعبين (POS)، محاطة بحقل قوة لحمايتها. هذه القواعد تُمكن اللاعبين من تخزين السفن أو القيام بأعمال صناعية، لتكون بمثابة منزل صغير وسط اتساع الكون.

لكن الاستخدام المعقد لهذه القواعد دفع المطورين إلى استبدالها بتوسعة Citadel عام 2016، حيث ظهرت مجموعة من الهياكل الجديدة (Upwell) ذات وظائف مخصصة، مثل المصافي، والمستودعات، والقلاع. ورغم أن القواعد النجمية كان من المفترض أن تختفي تدريجيًا، إلا أن صعوبات تقنية حالت دون ذلك، لتبقى قائمة حتى اليوم، مما يعكس دروس التطوير قصير المدى.

نصل إلى عام 2023، حيث أطلقت توسعة Viridian فئة جديدة من السفن العملاقة تُدعى Lancer Dreadnought، القادرة على إطلاق أشعة ضوئية تُحدث تأثيرات واسعة النطاق دون الحاجة لاستهداف مباشر – على عكس معظم أسلحة اللعبة. وهنا يظهر الترابط: الحقول المحيطة بالقواعد النجمية تمنع استهداف أو مهاجمة أي شيء بداخلها أو خارجها.

تجسدت الثغرة في ليلة 17 فبراير 2025 بمنطقة Fountain، عندما اقترب أسطول من تحالف The Initiative من قاعدة نجمية معادية لتدميرها. عادةً ما تُستدعى السفن العملاقة لهذه المهام لتسريع العملية نظرًا لحجم درع القاعدة الهائل. وبينما كانت السفن تُهاجم، ظهرت فجأة مجموعة من سفن Lancer بداخل القاعدة، وبإطلاق الأشعة، أصابت السفن العملاقة من دون أن تتمكن من الرد، مستغلين بذلك ميزة الحقل الواقي.

رغم فشل العملية في تدمير السفن بعد انسحاب تحالف The Initiative في اللحظة الأخيرة، إلا أنها كشفت عن ثغرة تعود جذورها لأكثر من عشرين عامًا. وكان يمكن أن تتسبب هذه الحيلة بخسائر تُقدّر بعشرات المليارات من عملة اللعبة (ISK).

انتشرت القصة على Reddit، ما استدعى رد فعل فوري من شركة CCP Games التي سارعت إلى حظر هذه المناورة داخل اللعبة. ومما يزيد الموقف طرافة، أن إحدى سفن Lancer Dreadnought ارتدت عن الحقل الواقي أثناء اقترابها، مما أدى لتدميرها – في مشهد يُجسد مبدأ “كما تدين تُدان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى